تحليل نص أرسطو لمفهوم التبادل ضمن مجزوءة الفعالية و الإبداع

الحجم
محتويات المقال

تحليل نص أرسطو؛ الأساس الطبيعي للتبادل

إشكالية النص و أسئلته

يطرح النص إشكالية فلسفية تتعلق بأساس مفهوم التبادل، و التي يمكن التعبير عنها بالأسئلة التالية: على ماذا يتأسس مفهوم التبادل ؟ هل يرجع أساسه إلى ميل طبيعي في الإنسان أم أن أساسه ثقافي يرجع إلى تطور الاجتماع البشري؟

أطروحة النص

«يتجلى مفهوم التبادل، كظاهرة إنسانية، في الاستعمال غير المباشر للملكية، و هو استجابة طبيعية تولدها الحاجة».

تحليل النص

يرجع أرسطو في تحليله لمفهوم ”التبادل“ إلى مفهوم ”الملكية“ و يميز بين استعمالين لهذه الأخيرة؛ الاستعمال الأول يكون خاصاً و مباشراً، و يعني به استعمال الشيء انطلاقاً من الوظيفة التي وجد أو صنع من أجلها. «كاستعمال القلم للكتابة و استعمال الدراجة للتنقل.. »، أما الاستعمال الثاني فلا يكون مباشرا و لا خاصاً بذلك الشيء. أي حينما نستعمل ما نملكه غير الاستعمال الذي وجد من أجله في الأصل. « كأن نستعمل الكتب المدرسية للسنة السابقة للحصول على كتب السنة الجديدة عن طريق التبادل و المقايضة».
و لهذا يربط أرسطو نشأة مفهوم التبادل بالاستعمال الأخير للملكية، أي حينما نستعمل ما نملك منه الكثير كوسيلة للحصول على ما ينقصنا أو ما نحن بحاجة إليه
. و من هنا يظهر مفهوم آخر لدى أرسطو يؤسس لمفهوم التبادل و هو ”مفهوم الحاجة“، بل ويعتبر إن نسبة التبادل تتساوى مع نسبة ما نحن بحاجة إليه. و لما كانت هذه الاخيرة (اي الحاجة) متأصلة في الطبيعة البشرية، كان كذلك مفهوم التبادل ذو أساس طبيعي في الإنسان قبل أن يكون نتاجاً ثقافياً مرتبط بتطور المجتمع.

البنية المفاهيمية للنص

اعتمد أرسطو في نصه على بنية مفاهيمية لتأكيد أطروحته من بينها:
  1. التبادل: يعني، بشكل عام، علاقة تقوم بين فردين أو جماعتين، يقدم كل واحد منهما إلى الآخر شيئا يعادل ما تسلمه أو قد يتعداه.
  2. الملكية: مجموع الأشياء التي تكون بحوزة الشخص و يملك حرية التصرف فيها.
  3. الطبيعة: تشير إلى العالم الطبيعي أو العالم الفيزيائي أو العالم المادي عموما، أما في سياق النص فتشير الى الخصائص المتجذرة في الطبيعة البشرية.
  4. الحاجة: هي شعور بالحرمان يلح على الفرد فيدفعه للقيام بما يساعده للقضاء على هذا الشعور لإشباع حاجته
  5. المجتمع: يشير إلى مجموعة من الناس تعيش في شكل منظّم وفق مبادئ و أعراف و تقاليد معينة و ضمن منطقة جغرافية محددة. 
  6. النقد: هي العملة في هيئتها الملموسة، أي العملة الورقية والعملة المعدنية المستعملة في البيع و الشراء.

البنية الحجاجية للنص

كما اعتمد أرسطو على بنية حجاجية مثينة للبرهنة على أطروحته، من بينها:
  1. الحجة بالمثال: وظف أرسطو مجموعة من الأمثلة لتشخيص أطروحته و تأكيدها من يبن هذه الامثلة ” فالحذاء على سبيل المثال...“ ”فتقدم المشروبات مثلاً مقابل الحنطة“..
  2. حجة البرهان بالخلف: ” قس على ذلك سائر الأشياء.. إذ ليس هناك مما نمتلكه لا يمكن ان يصير موضوع تبادل“
  3. حجة التأكيد: ”يقوم مبدأ التبادل.. في الطبيعة، لأن.. “

تركيب

نتبين من خلال تحليل نص "أرسطو" و استخراج بنيتيه المفاهيمية و الحجاجية أن هذا الأخير يرجع الإشكال المتعلق بأساس مفهوم التبادل إلى مبدأ طبيعي متجذر في الإنسان هو مبدأ الحاجة، و يتجلى مفهوم التبادل بالأساس في الاستعمال غير المباشر لما نملكه.
google-playkhamsatmostaqltradent