تكوين مدرس الفلسفة و رهان الحداثة، د. عبد المجيد باعكريم

الحجم

    المستوى الفلسفي:

     
    إذا تأملنا تفاعـل أسلافنا مع التراث الفلسفي الإغريقي، سنجد أنهم صرفوا، في الجملة، معظم جهدهم يتلمسون موقع قدم لهذا التراث، و خصوصا لفلسفة أرسطو، على الأرض العربية الإسلامية. إلا أن كل هذه الجهود باءت في الختام بالفشل الذر يع،وانتهى المطاف بالمعلم الأول إلى الطرد الشنيع. و هو ما جسد لدينا، مع الأسف، انتصار منطق القوة على قوة المنطق، و منطق اللجم و الرجم على منطق المناظرة والمغالبة .كما أفصح عن موقفنا المتميز و غير الممتاز من الفكر النظري عموما، فلسفيا كان أو علميا.
    و ما أشبه اليوم بالأمس. فكما اندحرت الفلسفة اليونانية في الماضي، أخفقت الفلسفة الغربية الحديثة والمعاصرة في الحاضر، من العقلانية الديكارتية إلى اللاعقلانية النتشوية، ومن الوضعية المنطقية إلى الماركسية والوجودية. وغيرها كثير في الطريق آت، ولا محالة عارف نفس المصير.
    لفهم هذا الوضع المزمن، وجب التسلح بفتوحات العلوم وانجازات الفكر الابستملوجي، إذا أردنا لمنطق العلم أن يسد مسد منطق الأخلاق. ولنستمر في طرح التساؤلات :
    - هل أجبنا فعلا على السؤال المتصل بالأسباب الماثلة وراء استقدام الفلسفة اليونانية قديما ولماذا أرسطو بالذات ؟
    - لماذا خرج أرسطو من ديارنا، منبوذا و مطرودا، و ليس مهزوما في نزال نظري، ومبارزة علمية عادلة، كما سيحدث في الغرب المسيحي في القرنين السادس والسابع عشر، على يد كوبرنيك وتيكوبراهي وديكارت ..إيذانا بميلاد عهد علمي وفلسفي جديد؟
    - لماذا كان توماس الأكويني، رمزا لنجاح عملية استيعاب و تبيئة أرسطو، وإدماجه في الثقافة المسيحية، وكان الغزالي وابن رشد، كل بأسلوبه الخاص، عنوان فشل هذه العملية في ثقافتنا الإسلامية؟
    - ما هي أسباب العجز النظري، الذي نجد له تجليات متنوعة، في المستويات العلمية والفلسفية وحتى المؤسساتية (لم نعرف خلال تاريخنا الطويل مؤسسات سياسية أو قانونية أو جامعية)؟ وما هي سبل تجاوز هذا الوضع المقلق؟

     المستوى العلمي:

    التاليالسابق
    تعديل
    author-img
    Pets Queen
    google-playkhamsatmostaqltradent